أسامة داود يسأل: . من المقال إلى القرار: صدفة أم كشف مبكر لحقيقة الإدارة؟

أسامة داود يسأل: . من المقال إلى القرار: صدفة أم كشف مبكر لحقيقة الإدارة؟


أظن أنني سأبدأ بوضع تنويه دائم على مقالاتي:

"أي تشابه بين ما أكتبه وأحداث تقع بعدها بساعات، هو من قبيل المصادفة.. لا أكثر!"

فبعد ساعات فقط من نشري لمقال بعنوان "خطة الملا للبحث عن دور بعد تجريفه قطاع البترول"، جاء القرار بتعيين الرجل رئيسًا لشركة الملاحة الوطنية.

وهنا فقط، بدأ أحد النشطاء في دور الدفاع، مدعيًا أنني أهاجم الرجل بعد خروجه، وكأنهم لم يسمعوا بي من قبل، أو لم يقرأوا حرفًا من عشرات المقالات التي كتبتها أثناء وجوده في المنصب، لا بعد خروجه. وها هي مجموعة من هذه المقالات تصدر قريبًا في كتاب بعنوان:

بترول مصر.. حقائق وأسرار.. لمن يملك الذاكرة!

لكن ما أضحكني فعلاً هو فهمهم الخاطئ لمعنى "إعادة التدوير".

يا سادة، تدوير الوزير لا يعني وصفه بـ"الشيء المهمل"، بل هو ما نراه يتكرر مع البعض: إخفاق فادح، ثم إعادة تموضع، ثم منصب جديد، ثم حملة تلميع، ثم نوبة صمت… ثم تدوير آخر!

لقد تحدثت عن ظاهرة، نعم يمثلها فى مقالى شخص هو المهندس طارق الملا.

لكنني للأسف، اصطدمت بمن ظنّ نفسه فارسًا فاندفع ليدافع، فأصاب الوزير لا أنا، دون أن يدري.

قالوا: كيف تتحدث عنه الآن؟

قلت: بل كنت أكتب ضد تجاوزات واخفاقات الرجل وهو وزير! وتوقعت نتائج تحققت بالفعل، وأهمها اختيار وزير من خارج قطاع البترول لأول مرة في تاريخه.. والسبب؟ عمليات التجريف.

راجعوا تاريخ مقالاتي، وابحثوا إن شئتم في "جوجل".

أما من كتب يهاجم مقالي، فلعله استعجل، وأطلق مقاله كما تطلق الدبّة حجرًا على رأس صاحبها!

فما الجديد الذي أوردته؟

هل نفت الأرقام تراجع إنتاج الزيت الخام من 725 إلى أقل من 450 ألف برميل يوميًا؟

هل كذّبت وزارة البترول نفسها عندما أعلنت انخفاض الغاز من 7 إلى 4.5 مليار قدم مكعب يوميًا؟

هل تبرأ قطاع البترول من مراكز القوى التي زرعها إبراهيم خطاب ورفاقه داخل الوزارة والشركات القابضة؟

أم أن الدفاع عن الرجل يتطلب نسيان الحقائق كلها؟!

ثم يسألون عن النائب العام؟

أقول: لستُ هاوي شهرة، بل باحثًا عن إصلاح، وعلى رأس مهامي الكشف عن الحقائق ونشرها.

لكن حين يتراكم الفشل بلا حساب، وتُمنح الجوائز لمن أهدر الكفاءات، فإن فكرة البلاغ قد تصبح جديرة بالنظر الجاد، لا التهكم الفارغ.

لذا، أعدكم بالتفكير الجدي في الأمر.

وفي الختام، أوجّه التحية لمن كتب دفاعًا عن الملا دون وعي، فـأراحني من الرد، وأسهم دون قصد في فضح الرواية الرسمية المكررة.

والله وحده يعلم، ربما يُكرَّم لاحقًا أيضًا… على مقاله الدفاعي!

ففي زمن التدوير، كل شيء قابل للاستخدام مرة أخرى… لكن تبقى الذاكرة شاهدة، ويبقى حدّ سيف الحق فاصلاً بين الغث والسمين.